¤ الســـؤال:
أريد أن أعرف بعض المعلومات عن الشيطان. فهل لك أن تساعدني؟.
* الجـــواب:
الحمد لله
لما إمتنع إبليس من السجود لآدم طرده الله من السماء وحقت عليه لعنة الله إلى يوم القيامة فقال الله له: {فاخرج منها فإنك رجيم*وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين} [ص:77-78].
ثم سأل الله أن ينظره إلى البعث فأنظره الله: {قال أنظرني إلى يوم يبعثون*قال إنك من المنظرين} [الأعراف:14-15].
فلما أمِنَ إبليس من الهلاك تمرد وطغى وعاند: {قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم*ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين} [الأعراف:16-17].
ولما قال إبليس ذلك قال الله له: {اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاءً موفوراً* واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعِدهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً*إن عبادي ليس لك عليهم سلطان*وكفى بربك وكيلاً} [الإسراء:62-65].
ومن هنا أعلن الشيطان عن خبث عداوته لبني آدم فبدأ يزين لهم المعاصي ويغريهم بالمحرمات والخبائث ويأمرهم بالسوء والفحشاء فانخدع بذلك أكثر الناس، ووقعوا في تلك المعاصي والمحرمات: {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً من المؤمنين} [سبأ:20].
وكل ما يقع بين بني آدم من الكفر والقتل والعداوة والبغضاء وإنتشار الفواحش والزنا، وتبرج النساء وشرب الخمور وعبادة الأصنام وإقتراف الكبائر فذلك كله من عمل الشيطان ليصد عن سبيل الله ويفسد الناس ويجرهم معه إلى نار جهنم: {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون*إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون} [المائدة:90-91].
وقد حذرنا الله من السير خلف الشيطان واتباع خطواته فقال: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر} [النور:21].
وإذا أعرض الإنسان عن الله تولاه الشيطان وجره إلى الفساد والطغيان: {ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزاً} [مريم:83].
وكل من أعرض عن الله وسار خلف الشيطان فإنما يهلك نفسه وخسر ديناه وآخرته: {ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسراناً مبيناً} [النساء:119].
وقد سلك الشيطان طرقاً عجيبة في الإغواء فأفسد كثيراً من الناس وزين لهم سوء أعمالهم فأوردهم جهنم وبئس المصير: {يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً*أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصاً} [النساء/120-121].
وعداوة الشيطان لآدم وذريته قديمة فقد أسكن الله آدم وزوجته في الجنة فجاء الشيطان إلى آدم وزين له المعصية فأطاعه آدم يظنه صادقاً فعصى آدم ربه وأخرج من الجنة ثم تاب الله عليه وقد حذرنا الله من طاعة الشيطان فقال: {يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة} [الأعراف:27].
ولما كانت عداوة الشيطان للإنسان ظاهرة بينة أمرنا الله بالحذر منه، وإعلان الحرب عليه ونصب العداوة له فقال: {إن الشيطان لكم عدو فإتخذوه عدواً إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير} [فاطر:6].
وقد أرشدنا الله إلى أن نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم كلما هممنا بمعصية فقال: {وإما ينزغنك من الشيطان نزغٌ فإستعذ بالله إنه هو السميع البصير} [فصلت:36].
وفي يوم القيامة يوم الصدق والعدل يعترف الشيطان بجريمته فيعلن أمام الخلائق أن الله صادق وأنه كاذب وأنه لا لوم عليه وإنما الملامة على من إتبعه فيندم كل من إتبعه ولكن حينذاك لا ينفع الندم: {وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فإستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمونِ من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم} [إبراهيم:22].
الكاتب: محمد بن إبراهيم التويجري.
المصدر: كتاب أصول الدين الإسلامي.